خليفة الإمام النورسي في دعوة رسائل النور

ولد في قرية سَنِيرْجَة من قرى إسبارطة في عام 1899 م.  فهو من جهة أبيه ينتمي إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ومن جهة أمه ينتمي إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه.

IMG_0148b-300x200.jpg (300×200)وقد أخذ إلى الجيش قبل أن يكمل المرحلة المتوسطة فشارك في حرب التحرير كملازم، فوقع أسيرا في جبهة الغرب في أثناء حرب ضروس ضد اليونان قرب مدينة مانيسا غربي تركيا، ثم رجع بعد حياة أسر استمرت سنة ونصف السنة إلى بلده، فتعرف هناك على الإمام المجدد بديع الزمان عام 1931 م وتتلمذ على يديه، وبعد هذا الانتساب وقف كل حياته في خدمة الإيمان والقرآن، وقد فاق أقرانه في خدمة رسائل النور بإخلاصه وخدمته وجهده، وقد ذكره الإمام المجدد بديع الزمان في رسائل النور أكثر من غيره، فهو تلميذ الأستاذ ورفيق دربه فقد تولى إدارة الخدمة من بعده، وهو بطل إسلامي تحمل المشاق وقدم تضحيات كبيرة في سبيل إنقاذ قيم أهل الإيمان المقدسة وحمايتها ضد هجوم أهل الضلالة التي حصلت في آخر الزمان. فالإمام المجدد بديع الزمان كان يضربه مثلا لكل طلابه في كل شيء ويوصيهم أن يقتدوا به دومًا.

فكان يلقب طلابه من مثل “خسرو صغير” و” خسرو دنيزلي” وخسرو قسطموني. فكان يقدمه على أنه أقرب رفقاء دربه إليه وأنه خير خلف يمثل هذه الدعوة من بعده. وحوكم مع الإمام المجدد بديع الزمان سعيد النورسي عام 1935 في مدينة أسكشهر وفي 1943 في مدينة دنيزلي، وفي عام 1947 في مدينة آفيون، وأصبحت سجون البلاد هي مساكنهم يتحملون المشاق فيها.

 وفي عام 1941 استدعي إلى الجيش مرة أخرى كضابط احتياطي، ثم أنهى وظيفة الخدمة العسكرية كملازم أول في مدينة فتحية جنوب غربي تركيا بعد سنة ونصف السنة تقريبًا. وبعد وفاة الأستاذ بدأ يتولى مسؤلية إدارة وتوجيه دعوة النور التي استلمها من الإمام المجدد بديع الزمان. ثم حوكم مرات كثيرة في محاكم مدينة إسبارطة عام 1963 ومدينة أسكشهر1971 وسجن سنوات في هذه المدن.

kuran-i-kerim-300x118.jpg (300×118)إن طلاب النور بخدماتهم المشرقة كالشمس والتي تحتضن أهل الإيمان كانوا يُتهمون من أجل الحفاظ على الحقائق الإيمانية والشعائر الإسلامية والإعلان عنهما في تلك الأيام الصعبة التي مازال البعض يتحفظ من الدفاع عما قدِّم فيها من أجل الإسلام، باتهامات في القضايا التي ترفع ضدهم مثل تكوين جمعية مخالفة للقانون، وبأنهم يريدون الشريعة، وتأسيس الخلافة الإسلامية، وبنشاطات لتغيير نظام الدولة وأساسها، بعد ذلك يطلق سراحهم ثم يتهمون ويسجنون مرة أخرى، بل حتى يسجنون من أجل حفاظ على سنة من السنن النبوية وإقامة صلاة بالعمامة، ويظهرون الثبات في دعوتهم بما أخذوه من فيض من رسائل النور.

stock-ustadlar-300x300.jpg (300×300)إن محاكمة شيخ مثل الأستاذ أحمد خسرو الذي بلغ من العمر اثنين وسبعين سنة ولا سيما بعد تحذير الجيش عام 1971 تحت ظروف قاسية صعبة في المحاكم العسكرية وسجنه سبعة سنين ليظهر فهمه وروحه الجهادية، وهذا كله وثيقة عبرة للتاريخ.  فلقد نور حياة المشقة والصعوبة التي عاناها بخدمات تُكتب على صفحات التاريخ بحروف ذهبية، والأستاذ أحمد حتى أواخر حياته لم يدع القلم من يده. وبذل كل سعيه وطاقته من أجل أن ينقل خدمة الإيمان والقرآن التي تسلمها من أستاذه إلى الأجيال الجديدة من دون أن يجعل هذه الخدمة آلة لأي تيار وسياسة سلبية ومن دون أن يحرفها ويفسدها. فهو إنسان مثالي، لم يعش كي يكسب ثروة من دعوته، بل ضحى بكل ما يملكه في سبيل دعوته، ولقد كانت له ثروة ورثها من أجداده ولكن هذه الثروة لم تعرف إليه سبيلا في حياته الشخصية. وفي يوم من أيام رمضان المبارك في الشهر السابع من العام 1977 انتقل إلى رحمة ربه الرحيم بإستانبول. وقد شيعه ودفنه آلاف من تلاميذه الذين رباهم وتركهم من بعده في مقبرة إسبارطة رحمه الله رحمة واسعة